أعلام الثقافة والفن والأدب يتحدثون عن معرض الفنان التشكيلي إبراهيم شلبي
الفنان إبراهيم شلبي البحث فيما وراء الشكل
ع الرملة سوف يعجبك فى معرض الفنان “إبراهيم شلبى” المقام فى قاعة “الهناجر” بالأوبرا، جمال الطبيعة، حيث زرقة السماء بصفائها وتشبعها بالضوء، وحيث زرقة مياه البحر وحركة أمواجه، وتألق االبريق الذهبى لرمال الشاطئ ، وإشراقة شمس النهار، وحيوية ونقاء صورالبشر ونضارة وجوههم ، وهم يمرحون بثقة وإطمئنان. وسوف تلاحظ أن كل لمسة لونية مشرقة على سطح لوحة من لوحات المعرض، مرسومة بتلقائية، وبوسعها أن تدفع البصرللتمعن فى تلك اللقطات المدهشة وغيرالتقليدية، وقد مزجها الفنان بحالة من الفرح والابتهاج بخصوصية الطبيعة الساحلية، التى تسمح بمرح ونشاط، بل وبحالة من الاسترخاء. ويلعب هنا اللون دور البطل الحقيقى. وبأسلوبه أستطاع الفنان أن يصورفكرة” التألق المدهش” والضوء الكثيف، وذلك برسم تنويعات على صورالبحر والصخور والرمال والناس الحقيقيين، ببشرتهم النضرة يمرحون على الشواطئ وفوق الرمال، ويستمتعون بحب الحياة وبصفاء النفس وراحة البال. وبالطبع هذا الأسلوب فى الرسم يسمح للعاطفة بالتدفق بحرية مع الألوان المشبعة بالتوهج. ومن االمتوقع من المشاهد للوحات المعرض اكتشاف الكيفية التى توصل بها الفنان إلى إذابة الحدود بين الألوان و نغماتها، كما استطاع أن يوحى بالتأثيرالملمسى للسطوح بإستخدام تقنية تعتمد على ضربات الفرشاة السريعة، وعلى الإيقاعات المتراقصة التى تحتفل بالحياة، حتى تترك مجالاً للمشاعربأن تشحن الرسم بالطاقة الحيوية، وتمنح الألوان قوة التعبير، فتنقذ العمل الفنى من الإنزلاق إلى مجرد الزخرفة السطحية. وأغلب الموضوعات المعروضة هنا بعنوان “ع الرملة” هى تصوير لمناظر من حياة الشواطئ فى الصيف، فى غاية البساطة والتواضع والوضوح، حيث الشمس الساطعة والناس على سجيتهم بانفعالاتهم المتحمسة وعواطفهم النبيلة، وجمالهم الرقيق. وسوف يشعرالمشاهد وهو يتأمل زوايا الرؤية “غيرالتقليدية” بفرصة لاستنشاق الهواء، واالاستمتاع بعمق العاطفة ونبلها، المتمثلة فى الإبتهاج بالبراءة وبالتفاؤل المطمئن، دون الإستغراق فى مبالغات إيهامية أو فى خيالات رومانسية. والتمثيل المباشر للحياة بالرسم، له جذوره التى ترجع إلى فنانين سابقين صوروا الواقع بعيداً عن القوالب المثالية. أما الفنان “ابراهيم شلبى” فقد جدد “الواقعية” عندما استفاد من إنجازات التكنولوجيا الحديثة. ولهذا السبب بدت الصورالواقعية للبيئة الساحلية هنا أكثر عصرية، رغم بساطة موضوعاتها وطابعها المباشر. وبإلقاء نظرة على حركة الأشخاص المصورين ضمن المناظرعلى الشاطئ، وقد تطايرأمام وجوههم رزاز أمواج البحر وزبده، فى صيف مشمس وصاف، سوف تكتشف الطريقة التى منحت الواقعية الممتزجة بالتعبيرية زخماً جديداً، ونكهة عصرية وتأثيرجمالى نابض بالحياة